الأيام الأخيرة



لكل شيء زمان ، ولكل أمر وقت تحت الشمس ، وقال الرب "نهاية كل بشر قد أتت أمامي." وكل ما له بداية له نهاية .

يُحكى أن شاباً خطب لنفسه فتاة ، وسافر بداعي العمل ، وبعد أن أنهى أعماله بعث لخطيبته برسالة ينبئها فيها بموعد رجوعه ، وفي الموعد المحدد رجع . فلما دخل المنزل وجدها غير مستعدة ، اذ كانت منهمكة في أعمال المنزل ، وكانت في ثياب قذرة ، أما هي فقد فوجئت بوصوله ، فسألها على الفور : ألم تعلمي بموعد رجوعي ؟ فأجابته : لا ، لأنك لم تخبرني . فقال لها : ألم تصل إليك رسالة مني ؟ قالت : بلى ، وصلت اليَّ منذ أسبوع ، ولكنني كنت مشغولة جداً ، ولم يكن لدي متسع من الوقت لأقرأها ، فقال لها على الفور : أنت لا تستحقين أن تكوني لي عروساً . ثم تركها ومضى ..

ان الكتاب المقدس يحدثنا عن العلامات التي تسبق مجيء المسيح ثانية لكي لا نجهل أيّاً منها ، فلقد وبخ المسيح بعض السامعين قائلاً " تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله . " نعم سوف يأتي الرب حقاً لكي يجمع إليه خاصته ، وهذا ما سأل التلاميذ عنه في قولهم لسيدهم " ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ (متى 3:24). فأجابهم " تقوم أمة على أمة ، ومملكة على مملكة ، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن كثيرة . "

وها نحن نضع أمامك ، أيها القارئ العزيز ، بعض علامات الأيام الأخيرة ومجيء المسيح ثانية ، كما وردت في الكتاب المقدس ، حتى تكون على بيّنة من أمرك وتستعد لئلا يصادفك ذلك اليوم بغتة حين لا تنفع توبة ولا يغني ندم .

" تقوم أمة على أمة .. " لم يُسمع في عصر ما أنه قامت الأمم على بعض كما هو حادث اليوم ، اذ لا تخلو بقعة من الأرض من نزاع على هذا الأسلوب ، لقد كانت الحروب قديما بين ملك وآخر ؛ أما اليوم فالدول ، صغيرة كانت أم كبيرة ، تعبئ كل إمكاناتها ، وتهيئ كل طاقاتها المادية والبشرية استعداداً لحرب قد تكون متوقعة الحدوث ؛ أفلا ترى معي أن عصرنا هذا قد تميّز بكثرة الحروب ، ولا تزال في ذمة المستقبل حروب أكثر هولاً وأشد ضراوة إذا ما تصادمت الأمم الكبيرة ، وهناك الهول والدمار الشامل ؟

أما المجاعات فهي حقيقة لا يختلف في حدوثها اثنان .. فالموت جوعاً او من سوء التغذية يحصد الناس في أجزاء كثيرة من العالم - لقد تفاضلت رحمة الله علينا هنا فسمحت لنا بهذا الرغد الذي ننعم به ؛ ولكن هناك بقاع من الأرض كثيرة حيث تنشب المجاعة أظفارها في المئات والآلاف فيموتون جوعاً .

أما الزلازل فقد ازداد حدوثها بشكل ملحوظ جداً ، فنحن نسمع بزلزال أو اثنين أو ثلاثة في اليوم الواحد .

الكرازة بالإنجيل - قلَّ أن يوجد مكان على وجه الأرض لم تصل إليه بشارة الإنجيل . ولقد تُرجم الكتاب المقدس الى اكثر من 1400 لغة ولهجة حتى الآن .

وهناك الأزمنة الصعبة التي تحث عنها الكتاب المقدس اذ قال " في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم ، محبين للمال ، متعظمين ، مستكبرين ، مجدفين ، غير طائعين لوالديهم ، غير شاكرين ، دنسين ، بلا حنو ، بلا رضى ، ثالبين ، عديمي النزاهة ، شرسين ، غير محبين للصلاح ، خائنين ، مقتحمين ، متصلفين ، محبين للذات دون محبة الله ، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها . " 2 تي 1:3-5

" لهم عيون مملوءة فسقاً لا تكف عن الخطية . لهم قلب متدرب في الطمع . أولاد اللعنة ."

كم من الناس لا يتورعون عن ارتكاب أفظع الأمور وأدنس الشرور للحصول على المال ، فهم يضحون بكل القيَّم والمبادئ وبكل غالٍ ورخيص في سبيل الحصول على المال ، ولكن " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ "

وحدِّث ، ولا حرج ، عن الانحطاط الخلقي الذي تفشى بين الناس في هذه الأيام حتى اصبح ارتكاب الرذيلة مفخرة ، والشرف مدعاة للخجل والحياء !! وما عليك الا أن تنظر يميناً أو يساراً لترى كيف يلبسون وكيف يمشون وكيف يتكلمون وماذا يقرأون ويشاهدون ويسمعون .. هوة سحيقة تردى فيها الصغار والكبار مما يندى له جبين الإنسانية حياءً وخجلاً . زد على ذلك تفشي الفساد والرياء وغير ذلك من الامراض الخلقية التي استشرت في جسم المجتمع ففتكت به فتكاً ذريعاً .

هذا قليل من كثير من العلامات التي سجلها الوحي منذ آلاف السنين ، وقال بصراحة ، لا لبس فيها ولا ابهام، أنها تحدث في الأيام الأخيرة قبل مجيء المسيح ثانية . وها نحن نراها حادثة تحت سمعنا وبصرنا ، مما يقيم الدليل ، أعظم دليل ، على أن مجيء المسيح قريب على الأبواب ، فماذا أنت فاعل ؟

ها هو يناديك الآن قائلاً : " تعالوا اليَّ " فهل تسمع لدعوته وتقبله مخلصاً وفادياً شخصياً لك قبل فوات الأوان ؟؟ " فكيف ننجو نحن ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ؟ "

انه لا يرفض خاطئاً يُقبل إليه بالإيمان فلقد قال بفمه الطاهر " من يقبل اليَّ فلا أخرجه خارجاً . " ان محبته تناديك لكي يغفر خطاياك ويعطيك حياة أبدية ويهيئك لسكنى السماء . فماذا أنت فاعل ؟ ها هي فرصتك ، فلا تضيعها .

Back