نلتُ حياة جديدة

كنت مسيحياً بالإسم فقط وليس بالفعل لأن الايمان المسيحي الحقيقي يأتي من سماع وقراءة كلام الله الإنجيل والعمل بموجبه (رسالة يعقوب17:2) .

اكتشفت من تعليم الانجيل ان الخلاص يأتي بالإيمان وليس بالاعمال انما الاعمال المقبوله لدى الله هي ثمرة الايمان الحقيقي، لأنني لم افتح الانجيل من قبل الا عدة مرات تُعَد على الاصابع جاهلاً كل الجهل ان الانجيل كلام الله الحي، والذي يقرأه يجد الحياة الأبدية بين صفحاته . فكان الانجيل لي كأي كتاب آخر للعبادة الطقسية يُقرأ فقط في الكنسية عندما يُقَدِم الكاهن وعظته الأحدية والمسيح كان لي كشخص طيب عطوف قديس وُلِدَ من القديسة مريم العذراء. بهذا كنت صالحاً أمام الناس الى درجة انه ضُرب بي المثل بعض الاحيان في المدرسة لشدة تديني وتهذيبي وحسن سلوكي، لكن أمام الله كنت خاطئ جاهلاً كل الجهل للخلاص الحقيقي ومحبة الله الكبيرة لأن الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله (رسالة رومية 23:3) وان اجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا (رسالة رومية 23:6).

كنت قد انهيت السنة الثالثة من دراستي الثانوية وبدأت السنة الرابعة قبل ذهابي الى الجامعة . كنت الاحظ في صف من صفوفي تلميذتين مختلفتين عن كل التلاميذ الفتيان والفتايات في المدرسة .

وكانت احداهما تحمل الإنجيل مع كتبها كل يوم . تصرفها وكلامها دلا على رصانة وتهذيب لم اختبره بحياتي كلها. عزمت يوماً ان اسأل احداهما ان تسمح لي بالقراءة في إنجيلها، لكي اريها انني ايضاً فتى متدين، يخاف الله ، جاء هذا اليوم وتملكتني الشجاعة وسألتها ظاناً انها سترفض او تسخر مني اجابتني: "بفرح كبير". دهشت لهذا الأدب والاحترام لم اراه من قبل لا في الاميركيين العاديين ولا في غيرهم ، وأخبرتني انها تجتمع هي ورفقائها بعد المدرسة ليدرسوا الانجيل وعزمتني على هذا الاجتماع فقبلت بسرور (خاصة انني معجب بها وليس بقراءة الانجيل).

حضرت اول يوم واحسست بفرح كبير للمحبة والسرور الذان كانا بينهم ولتقواهم وخشوعهم أمام الله في الصلاة ، وعزمت على ان اذهب كل مرة . وابتدأت أقرأ الإنجيل حيث بدأت أرى أشياء لم أراها من قبل . رأيت نور الحياة ، رأيت البر الحقيقي والحق ، رأيت الحياة الأبدية في يسوع المسيح ، لقد وجدت الحقيقة . كنت اعمى والآن ابصر ، عرفت ان المسيح هو الوسيط الوحيد بيني وبين الله (1تيموثاوس5:2) فهمت معنى الصليب ومعنى عذاب يسوع وموته لأجلي على الصليب . تبت أمام الله وندمت لأني آمنت بكلامه ، فالإيمان الحقيقي يُوَلِدْ توبة حقيقية لقراءة وسماع كلام الله . وايماني جاء بعد مدة ستة اشهر من سماع وقراءة كلام الله هذا هو الإيمان الذي قادني الى الولادة الجديدة في يسوع.

بعد ولادتي الجديدة هذه بدأت اواضب على الذهاب الى كنيسة مسيحية حيّة وهي ذات الكنيسة التي تضم رفاقي في دراسة الانجيل.

الأخ ميشال الحاج

Back