نجوت من الموت

أسمى تيموثاوس ابراهيم ( اسمى المسيحي المستعار ) فانا مصري من عائلة بسيطة تعيش فى منطقة الدلتا. و تحيطني الغيطان من كل جانب و نهر النيل الذى يعطي لحياتنا نفحة من الرفاهية و الخصوبة.

و لقد تربيت على مبادىء اسلامية قوية و درست فى طفولتي فى "كتاب" القرية حيث تعلمت القرآن. و فى "الكتاب" علموني ان اخاف الله الذى خلق السماء و الارض فى ستة ايام. و لم يكن عندي اي سبب يجعلني اشك فى مثل هذا الدين الذى يؤكد على مخافة الله ، وعلى فعل الحسنات وعلى ان احيا حياة اخلاقية . و كنت أتلو القرآن ليضفي علي روح السكينة و الهدوء لهذا كنت استمتع بحلقة الذكر حيث كنا نمدح النبي محمد و ذلك فى مجموعة ابو العزايم التى كنت منضما لها . فلقد كنت ابحث عن طريق يجعلني ازداد قربا من الله العظيم.

و ذات يوم فى حوالى الساعة السابعة مساء فى مسجد المحطة كنت قد انتهيت لتوي من اداء صلاة المغرب تقدم منى شخصان وقدمونى اليهم اسمهم " محمد امام " و "سليمان حواش" و تحدثوا معى عن جماعة الاخوان المسلمين و اقنعونى بالانضمام اليها . و لقد شجعوني على ان اصبح مسلما غيورا و ان اصوم يومي الاثنين و الخميس من كل اسبوع و عندما افطر فى المسجد اكل الخبز والجبن والتمر والسلاطة الذيذة. فلقد كنا نفعل كل شىء على سنة النبى محمد حتى فى طريقة جلوسه عند تناول الطعام . وكانت الجماعة تعاملني معاملة جيدة جدا ولقد رأوا في متحدث لبق و لهذا تقدم مني "سليمان هاشم" - قائد المجموعة فى ذلك الوقت وقال: أبراهيم انت مدعو عن طريق القران أن تنشر دعوة الدين الإسلامي. فصرخت قائلا : الله. اننى مازلت فى الرابعة عشر من عمري. و بالطبع اعطاني سليمان مجموعة من الكتب حتى اتعلّم جيدا واكون مستعدا لصلاة الجمعة القادمة . ومنذ ذلك الحين أصبحت معتادا إن أقوم بالوعظ أول اثنين من الشهر القمري .

و لقد امتلاءت حماسا عندما أعدني معلميّ حتى انتقل من قرية الى اخرى ومن مسجد الى آخر فبحماس شديد كنت اريد ان يتبع الجميع سنة النبى محمد . وطبيعي أمرت اختى الصغيرة ان ترتدي الحجاب الذي يدل على العفة ولكنى كنت محتاجا الى موافقة ابى فى هذا الشأن ولقد تسألت اذا كان قد استمع الى ابنه الذى يبلغ اربعة عشر عاما من العمر وهو يعظ القرآن. ولدهشتي الشديدة وجدت أبى مستاء جدا لتحولي هذا لان الناس بدأوا يتحدثون عني على إنني متعصب فكان أبي غاضبا مني جدا على تحولي الإسلامي الشديد وعاقبني بأن كسر لي اسناني الأمامية و الآن هذه السن المكسورة تذكرني بمدى حماسي لدرجة الموت أن أبقى مسلم غيور ينفذ السنة النبوية بحذافيرها. واستماتتي في ان أحافظ على التعاليم الجديدة. ولقد احرق أبي كتبي الدينية التي كانت معظمها مهداه الي. ولكن موقف أبي لم يغير أو ينقص شيئا من حماسي فاستمررت في تفسير القرآن في المدرسة في طابور الصباح وفي كل مسجد اذهب إليه للتدريس. ولم يخطر ببالي ولو لثانية واحدة ان يكون الدين الإسلامي غير صحيح وفي بحثي لانشر الإسلام في كل مكان وقعت في يدي مجلة بها عناوين أشخاص من الولايات المتحدة الذين يرغبون في المراسلة. ولقد اخترت اسما عشوائيا و كتبت إليه عسى أن أستطيع تغييره لكي يقبل إلى الإسلام. ولقد كتبت إلى جون من بنسلفانيا فى الولايات المتحدة لمدة سنتين وكلا منا يحاول إقناع الآخر وتغييره. ولقد قرأت كل كتاب أستطيع ان احصل عليه يرفض الإنجيل و يدلل على انه محرف و لم اكن احترم الكتاب المقدس فلقد رميته على الأرض ودسته بقدمي لان الإسلام يقول إن هذا الكتاب محرف.

وفاجأني جون ذات يوم انه سيحضر ليزورني في بلدتي ولأول مرة ارى مسيحي حقيقي ، إخلاصه ، صراحته ، أصالة أيمانه ووضوحه أثروا في كثيرا.

ومكث معي جون لمدة شهرين وقد كان يمارس حياة صلاة رائعة أصبحت مثلا لي في حياتي فيما بعد. لم اكن أعلم ان في المسيحية صلاة حتى رأيت المثال الحي على ذلك. رجل جاء من ارض بعيدة واقفا في وسط منزلي استطاع ان يجسد حب المسيح لنا.

كانت لديه حياة صلاة رائعة لقد كان يصلى اكثر من ان يتكلم. وعندما يتكلم ينطق كلام الإنجيل حتى أنني شعرت بالغيرة من علاقة جون الوطيدة بإلهه لذلك زدت من تلاوتى للقرآن. فالمسلم قد يفعل كثيرا من الحسنات بقدر ما يستطيع وفي يوم الدينونة يزن الله الاعمال السيئة والحسنة في ميزان واحد كلا منهما في كفة ، فأذا كانت الاعمال الحسنة أثقل وزنا فان المؤمن سيذهب الى الجنة التى يصورها القرآن على انها مكان للمتعة الجنسية حيث اللهو مع البنات الحور. (سورة الواقعة 56: 20- 23) ولكن المسيح الهنا يقول في متى ( 22: 30) " انهم فى السماء لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء" أما اذا كانت افعال المؤمن السيئة تزيد عن الحسنة فسوف يلقى فى نار جهنم. و يبدو الامر انك تحتاج الى 51 % افعال حسنة حتى تضمن دخول الجنة و مع ذلك فالمؤمن يظل غير متأكد كلية انه سيذهب الى الجنة فكما يقولون " الله اعلم " فانت تامل في رحمة الله وفي ان الملائكة والرسول سيشفعون فيك في يوم القيامة فربما ينقذوك من النار.

وكنت انا فى هذه الدوامة مثل اي اخ مسلم و اخت مسلمة حتى علمت انه يمكن ان اكون متأكد 100% من أنني سأذهب الى السماء. وتملاء الدموع عينى كلما تذكرت كم كنت تائها و ضائعا والآن وجدت. فأنا الآن اعرف على وجه التأكيد ان لى حياة ابدية. فالانجيل يحدثنا عن اله عادل ورحيم ، فعدله يستوجب معاقبتنا جميعا فى الجحيم لأنه كامل 100% ، فمهما حاولنا لأرضاء الله فنحن ناقصين فان افعالنا الحسنة وحدها لا تستطيع ان تقربنا من الله فنحن دائما نظهر ناقصين امام كماله وقد رأى الله عدم كفائتنا و قرر ان يدفع العقوبة بنفسه. فأرسل كلمته المسيا ( يسوع المسيح ) الذى هو بلا عيب او دنس حتى يدفع ثمن خطيتنا على الصليب. فماذا تستطيع ان تقول للقاضى عندما يقرر ان يأخذ عقوبتك بدلا منك؟ يقول الانجيل فى يوحنا 3: 16 " لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد كي لا يهلك كل من لا يؤمن به بل تكون له حياة ابدية "

ولان الله احبنا ارسل الينا كلمته يسوع المسيح ليموت من اجلنا. ان الاسلام لم يؤكد على ذهابنا الى الجنة ولكن المسيح فعل "مجدا لله " شكرا لك يا الهي على اختيارك لدفع هذا الثمن وحدك فى صورة كلمتك المتجسدة يسوع المسيح الهنا والذي هو تجسيد لطبيعة الله العظيم.

بعدما رحل جون بقي تأثيره معي كان من الممكن أن اصرخ فيه قائلا: جون أن زيارتك جعلتني أقوى في أيماني كمسلم فلا تحاول ان تغير من ايمان المسلمين" ولكن جون نشر أيمانه في تضرعاته. فصلاته التي يطلب فيها من الله ان يجعلني استيقظ فى وسط الليل لأنني لا أستطيع النوم أو الراحة. فالصراع داخلي وصل إلى ذروته. فنهضت لعدم استطاعتي النوم ومسكت الإنجيل وفتحته عشوائيا فأذ بي أقرأ: شاول شاول لماذا تضطهدني " فتذكرت يوم في خضم مناقشاتي مع جون عندما سخرت من الإنجيل و قلت له " جون ان إنجيلك لهو اغرب القصص فكيف تصدق قصة شاول الذي اصبح بولس خادم الإنجيل ؟ فأجاب جون " أن القصة حقيقية و لهذا أنا صبور معك فأنك ستصبح بولس آخر يوما ما " فأجبته : جون لابد انك جننت حتى لتظن و لو لمرة واحدة أنني من الممكن أن اترك الدين الحق الإسلام ".

ولكن النداء مستمر شاول شاول فقلت انا يا رب انا اضطهدك ؟ انا لم افعل اي شىء لك شخصيا انا اتذكر اننى سلمت فتاة مسيحية تدرس الطب للبوليس ولكن لم افعل لك انت لشخصك شيء ؟ ام هل صحيح ان من يمس احد ابنائك كأنه مس حدقة عينيك؟

الاسلام ينفى صلب المسيح لان القرآن يقول ان الله حرم اليهود من النصر الذي زعموه بصلب المسيح فيقول القرآن ان الله شبه لهم شخص آخر غير المسيح ليصلب بدلا منه على الصليب. و الآن صديقى المسلم فان الله ليس بنصاب فأنه ان اراد ان ينقذ المسيح من الموت فبإمكانه ان يفعل ذلك بمعجزة بدلا من ان يخدع الناس و يضع شخصا بدلا من المسيح على الصليب. فهذا خطأ واضح جدا ويثبت انه ليس من عند الله. كيف ان اليهود لم يقتلوا المسيح وسورة عمران تؤكد (3: 47 - 54 / 48/55 ) ان المسيح مات فيقول: "أذ قال الله يا عيسى أني متوفيك و رافعك الي"

فاذ بي ارفع السؤال الاساسي التالي: من هو المسيح ؟ هل صلب بحق ؟ و ما اثر ذلك علي ؟ أذا كان تاريخ البشرية كله يدور حول المسيح أذا فأن حياتي يجب ان يكون مركزها المسيح. وانكار صلب المسيح يناقض التاريخ نفسه.

و اول مرة فى حياتي بدأت اسال هذا السؤال: لماذا ؟ وبدأت أتحدى كل الامور والفروض التى كنت مسلم بها. مما سبب لي المتاعب فكما يقولون فى الجماعة ان الاسئلة تطير الى وجهه الله. لذلك أطع فقط. فقد كان شعار الاخوان المسلمين " سمعا وطاعة " .

لذلك وبعد سنوات من الدراسة والتمحيص وصلت الى النتيجة المنطقية " الكتاب المقدس هو كلمة الله المعصومة من الخطأ، وان المسيح هو كلمة الله المتجسدة ."

ثم بدأت ارى ان كان من الممكن ان يكون المسيح قد صلب . عقلانيا قبلت اساس ايمان المسيحيين ولكن في قلبي كنت اخاف بشدة من ان أصعق ان خاطبت الله بكلمة "أبي" كنت محتاجا الى معجزة . و علمني الانجيل انني استطيع ان اقول ان الله ظهر في الرب يسوع المسيح بواسطة الروح القدس (1 كورونثوس 12: 3 ) ولا عجب ان تجربة الخلاص هي معجزة ميلاد من الموت الى حياة ابدية.

ومن اعماق قلبى و في خضم صراعي الداخلي ذهبت الى المسجد و صرخت يا الله عرفني و أرني الحقيقة ، يسوع ام محمد ؟ هل من الممكن ان تكون بالفعل "ابي " عرفنى الحقيقة . والحقيقة التى ستكشفها لى سأخدمها طوال حياتى مهما كان الثمن . ثم انفجرت بالبكاء لعلمي ان الثمن سيكون فادحا لشخص ضعيف مثلي. فكيف استطيع ان اتحمل ان اطرد من وسط عائلتي وان انام فى الشوارع مثل المشردين. وماذا لو اكتشف قائدي الاخوان المسلمين الامر ؟ وماذا لو قتلوني حتى يطهروا الدين مني فهم فى منتهى الغيرة والاندفاع على الدين. فالاسلام ينص على ان يعطى المرتد مهلة 3 ايام للرجوع الى صوابه و بعدها فأن دمائه محللة ان تهدر فى سبيل الله. وكلمات النبى محمد ظلت ترن فى أذني " أذا ارتد احد ( مسلم ) يقتل " وهكذافعل ابو بكر وعثمان وعلى وخالد ابن الوليد. ومع ذلك فآنا مصر إن اعرف وان اسأل الله ان يرشدني: " ارشدني يا الهي ، ايها الاله العظيم ادخل الى تلك الارض الخربة ، فانا ضعيف ولكنك عظيم" وفى ليلة ظهر لي المسيح فى حلم و بصوت حنون قال " انا أحبك " ، فرأيت كم قاومته بعناد شديد طوال تلك السنين فقلت له والدموع تملاء عيني " وأنا ايضا احبك ، أنا اعرفك فانت هو الابدي الدائم"

وصحوت من نومي والدموع تملاء عيني دموع ممتلئة بحبه العظيم، لقد آمنت ان المسيح قد مس عقلى وقلبى معا ، لقد أمتلاءت بمحبته العظيمة . وكم شعرت بالسعادة تغمرنى واصبح لسانى يسبح اسمه العظيم وأصبحت أتحدث معه ليل نهار حتى اننى لم اكن استطيع ان انام بغير ان تكون كلمة الله -الانجيل- الى جواري أحتضنه الى صدري.

لقد جربت ما يتمتع به الابن "المدلل لله" فقد كان الله يمنحنى كل ما أطلبه فى صلاتى . ولكن الله كان يريدنى ان احبه وأعبده لشخصه هو وليس لعطاياه. وحاولت ان ابقى ايمانى سراً وكذلك تعمدت سراً فى بيت احد القساوسة.

ولكنى امتلاءت بالفرح لخلاصي فلم اعد استطيع ان ابقى ايمانى سراً او ان انكره. ولهذا عندما سألنى صديق طفولتي ان كان المسيح قد صلب أجبته "بنعم " وشرحت له السبب. ولقد صلى معي حتى يقبله المسيح . ولقد كان يرتعش فى كل مرة يصلي معي . لقد استطاع ان يرى كم هى عظيمة كلمة الهنا يسوع المسيح. و أنتشر الخبر حتى عرف قائدي الجماعة المتعصبة التي كنت انتمي اليها . وقبضوا على صديقى وهددوه بالقتل ان لم يقول لهم حقيقة ايماني. وللأسف فقد أخبرهم أمسكوا بي وضربوني امام المسجد الذى كنت اعظ الاسلام فيه فقد كنت فى نظرهم كافر يستحق القتل ان لم يرجع الى ثوابه. و لقد اعتبروا تحولي عن الاسلام أكبر مهانة له و للقرآن.

والآن اصبح الكل يعرف حقيقة أيمانى والاخوان المسلمين يخططون لقتلي، فكان على أن أهرب. ولقد كنت مرصودا ومطاردا من المسلمين فى الدلتا حيث اعيش الى الاسماعلية ولهذا هربت الى القاهرة حيث يعيش صديق مسيحي . ولكن لم يقبل احد من المسيحيين ان امكث عندهم لهذا كان لابد ان ارجع الى قريتي فى عناية الرب. ورجعت الى قريت ووجدت غضب المسلمين قد وقع على منزلي . ولبست امي ملابس الحداد السوداء ، فبالنسبة اليهم بأرتدادي عن الاسلام فانا فى نظرهم ميت. ووجدت النساء المسلمات يصرخن في وجهي " أمك لا تستحق ان تفعل بها هذا ، لماذا تسبب لها كل هذا الحزن" وأخرى تقول " يا للأم المسكينة فلقد تركها ابنها ليصبح من المسيحيين الكفرة ولو كنت مكانها لقتلت ابني الذي جرى وراء المسيحيين مثل الكلب". و جاءني خطاب من صديق لى يعيش فى الاردن حيث يعمل ابي يقول ان ابي يمشي فى الشارع يبكي لان العمال المسلمين يعيرونه بعنف. ولقد مرض ولازم الفراش لمدة شهر بسببي.

ولقد هاجم المسلمين بيتنا بطريقة بربرية ووحشية وحرقوا كتبي وانجيلى وشرائط الترانيم. وركعت امي على قدم جار لنا يدعى "سيد" ترجوه ان يقتلها هي بدلا مني . و لهذا تبرت مني امي امام كل من فى القرية. و لقد كنت احب امي اكثر من اي شخص في العالم ولكن لا توجد قوة مهما كانت تستطيع ان تفصلني عن محبة المسيح فانا سأعيش أخدمه طوال حياتي . وكان لابد ان اهرب من منطقة الدلتا الى القاهرة. و قد أصبح الان البوليس يطاردني ولكن الرب غشى اعينهم عني و حماني . وفي القاهرة أختبات فى بيت صديق مسيحي والذي كان يهدئني طوال الوقت وكنت ابكي بشدة عندما يقرأ لى سفر اعمال الرسل ( 5: 41) " أما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل أسمه "

شكرا لله الذى اعطاني صديقي هذا الذي علمني الكثير فقد علمني ان اعيش حياة النصرة دائما الغنية بحب شكر الله. ولقد اعطانى كتاب العهد الجديد للجيب وقال لى بصراحة ان والديه خائفين من اختبائي عندهم. فأخبرته انني اذ استمررت فى الاختباء عندهم فسوف يسجنون للأبد بسببي. لم أعرف الى اين اذهب و لهذا نصحني قس اعرفه ان ارجع الى قريتي سراً. فرجعت الى قريتي و أخفيت العهد الجيد فى جيبي وصليت لله ان لا ينكشف. ولقد قبض علي واطلقوا سراحى مرات كثيرة و تعلمت كيف يكون الله هو مخبئي الوحيد. وفى السجن علمني الله ان اختبر السلام الحقيقى. لم اكن خائفا لانى رأيت المسيح في السجن ولست انا. وفي وسط الدموع كنت ارنم للرب منتظرا ان يأتى نجم الصبح المنير و ينقذني. ولقد قررت ان اخفى الانجيل فى المكان الوحيد الذى لن يستطيع البوليس ان يجده -فى قلبي - حيث حفظته. ومن وقتها وعادتي ان انام والانجيل الى جواري. ولمدة خمس سنوات نجحت فى ان اهرب من محاولات المسلمين لقتلي.

لقد صدمت عندما علمت ان هناك بعض المسيحيين فى الولايات المتحدة يهاجمون الانجيل، الذى انا مستعد ان اموت لاجله فهو كلمة الله التى اعطتني وعود الايمان و طبقتها كطفل صغير صدق الوعود بثقة شديدة. أن أبواب السماء تفتح على مصراعيها عندما نصلى بكلمة الله ، كلمنه التى تعنى الحياة.

ذات مرة ذهبت لاعطي امي هدية عيد الام فقالت بسخرية " هدية عيد الام ؟" فقلت لها نعم فى كل مرة كانت تعيد السؤال. فنظرت الي بحزن شديد وقالت " أبنى الذي انتظرته خمسة عشر عام و اخيرا جاء الى الدنيا قد مات ، أنا تبرأت منك الى يوم القيامة " لقد بكيت عندما سمعتها تقول ذلك ولكنى شعرت بالمسيح يلمس قلبي ويقول " أنا كل عائلتك الآن انا أبوك واخوك وامك واختك وصديقك وكل شيء لك الآن يا تيموثاوس "

لا استطيع ان انسى تلك الايام التى كانت تطلب امي البوليس ليقبض علي ، لقد ذهبت الى ساحرة لتضع علي لعنة و ترجعني الى الاسلام. ولكن الساحرة قالت لها " أن ابنك يسير فى طريق لن يتخلى عنه ابدا وسيكون منتصرا طالما تمسك بهذا الطريق"

هذه الكلمات التى قالتها ساحرة جعلت أخى الاصغر يعرف المسيح. شهادة الشياطين لنصرنا جعلت الشكوك فى صحة أيماننا تبدو سخيفة وغير منطقية . ( الرسالة الى اهل روميه 8: 35-39) انتم ايضا من الممكن ان تكونوا اكثر من منتصرين مع المسيح، المنتصر الذى يحبنا.

لقد فقدت كتابي المقدس و كل كتبي المسيحية مزقت كل ما كنت املكه وقتها هو راديو صغير كنت استمع اليه سراً فى الليل الى أذاعة صوت الامل ، التى كانت تبث ترانيم مشجعة ( بالمناسبة انا الآن اتحدث يومياً من خلال اذاعة صوت الامل لاننى اعيش فى امريكا البلد الحر ) و ذات مرة ضبطتني امي وانتزعت الراديو من يدي وضربتني على رأسي بالحذاء. كنت ابلغ من العمر عشرون عاما في ذلك الوقت وقد طلبت من الله انجيل و قد سمعني واستجاب لى . ذهبت الى مكتب البريد لأخذ أنجيلي المرسل الى وموظف البريد اسمه كامل صفعني على وجهي بعنف و لكمني. لقد رأيت كل انواع الارهاب و بكيت من شدة الالم فقال لي " لقد ذهبت مع المسيحيين الكفرة وتركت الإسلام سوف نقتلك سنذهب بك وراء الشمس."

لقد أحسست أنني في المصيدة و صليت كثيرا ان اترك مصر وامارس ايماني بالمسيح. يا رب إله الاطمئان أنك لم تتركني ابدا ، عندما كان ابنك مصلوب على الصليب من أعماق الحزن صرخ" الهى الهى لماذا تركتني" الرب يسوع لقد تركك الكل و لكنك وجدت الراحة عند ابيك أنا احتاج ان اعتمد على الآب مثلما فعلت. بعد ثلاث سنوات قررت الانتقال الى القاهرة التى لم تكن اكثر امانا ، فى آخر مرة قبض علي فيها البوليس قالوا لي " انت بانسبة لنا خائن ارتكب خيانة عظمى، فى المرة القادمة التى سنقبض عليك فيها سيحكم عليك بالاعدام." . ولتزيد الامور سوء فان صاحب البيت المسيحي الذي كنت اسكن فيه قال لي لا استطيع ان اخبىء هارب مجرم بعد الآن.

لم أعد مرغوب فيه فى بلدي ولكن الله تدخل، قابلت رجل فلسطينى مسيحي اسمه "انيس شاروش" الذى قدمنى الى د. بيجي باترسون والذى بدأ يساعدنى في استخراج فيزا الى الولايات المتحدة. فى البداية رفضوا اعطائى الفيزا ولكن د. باترسون لم ييأس. أخيرا حصلت على فيزا الدخول وبالتالى تركت مصر. "يا الله انك لم تخرج اولادك من الاسر لترجعهم اليه ، ساعدنى يا رب ان اعيش فى مكان ما وان امارس الايمان المسيحى بدون تحرشات البوليس ساعدنى يا رب باى شكل حتى لا اضطر ان اعيش فى مكان يجبرنى فيه الناس على دخول المسجد. انك تريد ان يعبدك اولادك بحرية حتى ولو هربوا من حياتهم مثلي حتى يصبح المسيح كل شيء فى حياتي"

لولا د. باترسون لأصبحت الآن تاريخ منسي ، فقد كنت معدا للاعدام ولكن الله رأى ان هناك اعمال كثيرة تنتظرنى. ولهذ استخدم د.باترسون بطريقة معجزية لينقذ حياتي. لان الله هو أب من ليس له احد (مزمور 68: 5) وفى الوقت الذى تخلى عني فيه أبي وأمي كما قال داود أمسكني الرب بيديه. هل يسوع هو مخلصك وسيد على حياتك يا صديقى . ( غلاطية : 4: 6) فأن الله العظيم يسر بك (أمثال 8: 31 )

يا الله انى لا اريد ان اعيش الا معك مهما كلفني ذلك. الم تقل لنا " و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي . و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص."( مرقس 13: 13) يارب لا تجعلني اهرب من الضيقات و لكن اعطني الصبر الذى اتحمل به الصعاب كجندي خادم صالح للمسيح. يا سيدى املأني بحبك حتى تصبح أرادتك هي قوتي. بأسم المسيح. أمين.

أصدقائي يمكن الاتصال بي من خلال البريد الالكتروني : jesusislam@aol.com

عزيزي القارئ ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى. ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها. فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟ واذا اختبرت خلاص الرب شخصياً واردت ان تخبّر به اكتب لنا

Back