يسوع المسيح أحبك حتى الموت

 

حاجة العالم الملحة اليوم هي الى الرب يسوع المسيح مخلص الجنس البشري ، يسوع ابن الله عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً " (يوحنا 1:1-14)

فالأقانيم ثلاثة ولكن الله واحد . الله الآب . الله الإبن . الله الروح القدس وأنه لعجيب حقاً أن نعرف ونحن الصغار جداً والمحدودو الطاقة والادراك هذه الحقيقة العظمى عن الله كما أعلنها لنا في كتابه المقدس .

لقد وُلد المسيح العجيب على خلاف كل القديسين والأنبياء وجميع بني البشر من عذراء بلا زرع بشري . من الروح القدس روح الله مباشرة لأنه كلمة الله الذي به عمل العالمين ، وهو يحمل صفات الله وله طبيعة الله وحياة الله واعمال الله. وله ايضاً طبيعة انسانية كاملة يجوع ويتعب ويتألم متقيداً بالمكان والزمان مثلنا في كل شيء لكنه بدون خطيئة قدوس وبار،

وهو عجيب لأنه صورة الله الغير منظور والغير محدود صار في هيئة بشرية محدودة وهو تعبير الله ، كلمة الله صار جسداً. كلمة الانسان تمثله لأنها صدرت عنه فهي منبثقة ومعبّرة عن عقله ولا يُعرف ما في العقل بدون الكلمة والكلمة تُعرّف بناطقها وبما يريد ، انا لا اعرفك الا من خلال كلامك، الكلمة ايضا بنت الشفّة ، كما ان فلان ابن النيل او فلان ابن الرافدين او فلان ابن عرب . مع ان الله سبحانه لا يُمثل بشيْ . هكذا كلمة الله المسيح هو ابن الله لأنه في قلب الله منذ الازل . "الله لم يره احد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر ." (يوحنا 1: 18)

الله جل وعلا لم يكن قط بلا كلمة او تعبير او نطق . كما ان الروح القدس هو روح الله . والله لم يكن قط بلا روح او حياة . روح الانسان هو حياة الانسان . الله الواحد ظهر في كلمته المسيح وفي روحه الروح القدس جلياً في الانجيل .

مات المسيح على الصليب في طبيعته البشرية وقام من بين الاموات لأن له حياة الله التي لا تزول، مات حباً بكل واحد منا ليفديه بدمه الطاهر من قصاص خطاياه . من غضب الله المعلن من السماء على كل من لا يؤمن به.

حاشا لله تعالى ان يموت . حاشا له ان يلد او يولد كما البشر . من أب وأم معاً . وهو واحد في ذاته في كلمته " تعبيره" في روحه جل وعلا . جاء الى عالمنا في كلمته المسيح وهو في السماء في آن واحد . كما ان الشمس تدخل بيوتنا ونستنير بنورها وهي في مكانها، كما ان الانسان له جسد وحياة وروح ؛ مع ان السيد الرب لا يُشبه بشيء .

لا نقدر ان ندرك كيان الله اللا محدود بعقولنا المحدودة ، وهو يظهر جلياً بمحبته وسلامه وفرحه في قلب كل من يقصده ويقبله مؤمناً بالمسيح .

نعرف هذه الحقيقة عن الله كما اعلنها لنا في كتابه المقدس دون أن ندركها بعقولنا المحدودة ادراكاً كاملاً حيث رأيناها في ربنا يسوع المسيح صورة الله الغير منظور ( كولوسي 1 :15) الذي جاء الى عالمنا مدفوعاً بمحبته الكثيرة لكي يغلب الخطية والموت ولكي تكون لنا حياة ويكون لنا افضل (يوحنا 10:10)

ان اول وعد أعطي عن مجيء ربنا يسوع كان في جنة عدن بعد سقوط الإنسان في العصيان . لقد خُلق آدم في حالة البراءة ووضع في افضل مكان وأعطيت له وصية بسيطة وقد حُذّر من نتائج عدم اطاعتها . لكنه سقط ، سقطت المرأة بسبب الكبرياء وسقط الرجل بسبب عدم طاعته . فالإنسان خاطئ محتاج إلى فداء المسيح . ولا خلاص له إلا به اذا اعترف بخطيئته وآمن بفاعلية دم المسيح المسفوك على الصليب لأجله شخصياً . فالبعض لا يُقَدرون قيمة ذلك الدم الكريم . ومما يؤسف له ان يكون هذا البعض من المتدينين . مع انه في نظر الله يساوي كل شيء … " الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (كولوسي 1 :14-20)

ولا يمكنك ايها القارئ ان تنكر طريق الله للخلاص كما لا يسوغ لك ان تناقش فيه . ان الله يعلن صريحاً ان "الذي يؤمن به (بالمسيح ابن الله) لا يدان" (يوحنا 3 :18) وانك "ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله أقامه من الأموات خلصت" ( رومية 10 :9)

"لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1تيموثاوس 2 :5)

خذ يسوع المسيح من الإنجيل فلن يبقى شيء ، هو صخرة خلاصنا الأبدي وألوف الألوف من البشر آمنوا بالمسيح المصلوب من أجلهم فامتلأت حياتهم بالسلام الإلهي ونعموا وسينعمون بالفرح والبهجة والخلاص الى أبد الآبدين.

كما أن ألوف الألوف من الذين رفضوا ويرفضون المسيح يسوع قضوا ويقضون حياة بلا مسيح وأبدية تعيسة بلا رجاء . مطروحين في جهنم النار الى ابد الآبدين حيث الحسرة والندم والبكاء وصرير الأسنان .

اليوم وفي هذه اللحظة بالذات محبة الله تنتظر لكي تنسكب في قلوب الذين يؤمنون التائبين عن خطاياهم.

ان في مقدورك ايها القارئ ان تنتفع اليوم بما فعله المسيح وما يفعله الآن في السماء . اليوم يريد الروح القدس أن يسكن في قلبك ليعلن لك الله وليسدد لك حاجتك بالغفران والطمأنينة والسلام فلا تؤجل لأن ليس شيء يقسي القلب مثل التسويف والتأجيل .

ان البركة تنتظر والخلاص ينتظر والسلام ينتظر قلباً معترفاً بحاجته القصوى الى المسيح يقول " اللهم ارحمني وسامحني أنا الخاطئ لأجل خاطر الرب يسوع المسيح الذي مات بدلي وقام" .

 

 

Back