ولدت وترعرعت في عائلة مسلمة متعصّبة . ومنذ العاشرة من عمري وانا اقرأ القرآن في كل يوم ، واقوم ببعض الفرائض الاسلامية مثل الصوم والصلاة .
ولما بلغت عامي الثاني عشر كنت ارافق ابي في كل يوم جمعة للصلاة في الجامع المجاور لدارنا ...
ومرت السنين .. وانا ازداد معرفة بالديانة الاسلامية ... كنت متديناً الى حد كبير ولكن لم تكن لي أي علاقة حقيقية مع الله الذي اعبده . فقد كنت اشعر ان هناك حاجزاً يفصلني عن الله ، ولذلك كنت احاول بفرائض الصلاة والصوم ان اصل اليه تعالى ولكنني لم اقدر ..
كنت اشعر بفراغ كبير يملأ حياتي . وبالرغم من زهدي وتديني ، ولم اكن اعرف ما هو مصيري بعد الموت ..
كنت اتعبّد لله ظاهرياً ولكنني في داخلي كنت مستعبداً لعادات وشهوات كثيرة . ولم استطع التخلص من سيطرة هذه العادات بصومي او صلاتي او بزهدي الى الله. كنت بحاجة الى قوة سماوية تحررني وتفكني من سجن الخطية .
من خلال قراءتي للقرآن اكتشفت عظمة وتَفَرّد سيدنا عيسى المسيح كان رائعاً وعظيماً ... فهو كلمة الله .. وروح من الله .. وهو الوجيه في الدنيا والآخرة .. وهو من المقربين .. وهو الغلام الزكي .. وهو الذي اتى الى هذا العالم بطريقة معجزية ، اذ وُلد من عذراء قديسة لم يمسسها بشر ..
اضف الى ذلك فهو قد عاش حياة خالية من الخطيئة ومن الشهوات ، اذ يقر القرآن بكل وضوح ان كل الانبياء اخطأوا وسألوا غفراناً من الله ، ما عدا سيدنا عيسى المسيح ..
كما يذكر القرآن ان سيدنا عيسى المسيح قام بمعجزات لم يقم بها احد غيره . مثل اقامة الموتى وشفاء المرضى . كل ذلك دفعني الى ان اتسائل ، من هو سيدنا عيسى المسيح ؟ أهو نبي فقط ؟.. أم انه اكثر من نبي ؟..
لماذا اضفى القرآن كل هذه الامتيازات على سيدنا عيسى ؟
ولما تحيّرت في امري ولم ادرِ ماذا افعل .. قررت ان ابحث عن الحق مهما كلفني ذلك من ثمن .. فابتدأت بقراءة القرآن من اوله الى آخره بإمعان وعمق . ووقفت طويلاً امام هذه الآية القرآنية التي وردت بسورة يونس 94 ، " فان كنت في شك مما انزلنا اليك . فسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ."
وكانت هذه الآية هي المفتاح لإجابة كل تساؤل محيّر في فكري . تسائلت ، من هم الذين كانوا يقرأون الكتاب قبل المسلمين ؟ وجاءني الجواب من القرآن نفسه ، هؤلاء هم اليهود والنصارى . فالقرآن يسمي اليهود والنصارى باهل الكتاب وهم يملكون كتاباً هو التوراة والانجيل .. والقرآن يدعو كل مسلم لا يفهم القرآن ، ان يعود الى التوراة والانجيل ..
واسرعت في ذلك اليوم بشراء نسخة من الكتاب المقدس وبدأت قرأته .. واحسست بان اقوال سيدنا عيسى المسيح لا يمكن ان تكون اقوال بشر ، فلا يمكن لاي نبي ، او انسان ان يقول عن نفسه ، انا هو الطريق والحق والحياة .. ليس احد يأتي الى الآب إلا بي .. انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة ،
قررت ان ادرس حياة سيدنا عيسى المسيح باكثر عمق ، فلقد غمرني شوق عارم لمعرفة الكثير عن هذه الشخصية الفريدة .
قرأت في الكتاب المقدس ( الانجيل ) ان سيدنا عيسى المسيح جاء الى العالم ليخلص الإنسان من الخطيئة ، ويحرره من عبودية ابليس الرجيم .
ولقد ادركت حقيقة ذلك الامر في حياتي الشخصية ووجدت في شخص سيدنا عيسى المسيح الذي هو بلا خطيئة .. وجدت في فداءه الحل لمشكلة الخطيئة في حياتي .. ووجدت في صلبه على الصليب كفارة لكل ذنوبي وخطاياي ... وقررت ان الجأ اليه لأحتمي بدمه الثمين فهو قد مات بديلاً عني وسفك دمه الطاهر عوضاً عني .
لقد عجزت قبلاً عن ان اصل الى خلاص نفسي عن طريق اعمالي الحسنة وقيامي باداء الفرائض ، فقررت ان اسلم حياتي وقلبي للذي فداني بدمه على الصليب ... وفي ذات يوم ، احنيت رأسي وطلبت من الله ان يقبل توبتي . وقبلت سيدنا عيسى المسيح مخلصاً لي ..
واشكر
الله انني من ذلك الحين والى هذا اليوم لم اندم ولا مرة واحدة على
تلك الخطوة التي قمت بها .. بإيماني بالمسيح تغيرت حياتي كلها وصرت
انساناً جديداً ، واصبح لحياتي معنى وهدف ، وصرت ضامناً دخول الجنة
بعد هذه الحياة . فشكراً وحمداً لله الذي يقود حياتي ويرعاني ويهتم
بي .
منذر عبد
اللطيف
---------
عزيزي القارئ ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى. ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها. فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟ واذا اختبرت خلاص الرب شخصياً واردت ان تخبّر به اكتب لنا.