وجدت شبعي في المسيح

إختبار إستاذ القانون جوني مكدويل

منذ بضع سنوات كان يصدق علي قول احدهم : ان في داخل كل نفس عطشاً للسعادة يتزايد ولا يهدأ ، فقد كنت أطلب السعادة . ومن لا يريدها ؟

كنت أكره الوحدة ، واسأل نفسي : من أنا ؟ فقد كنت بائساً أفتش عن علاج للفشل والفراغ .

فكرت اولاً في الدين . فذهبت الى الكنيسة ، ولكن لم أجد فيها تغيراً لحياتي ولما كنت إنساناً واقعياً ، ارفض ما لا يفيد ، لذلك رفضت الدين .

ثم فكرت ان العلم ربما يساعدني ، فذهبت الى الجامعة وحدثت التلاميذ عن المشاكل ، ولكننا لم نجد الحلول . ومع ان اساتذتي علَّموني كيف اكسب لقمة العيش ، إلا انهم لم يستطيعوا أن يقولوا لي كيف أعيش حياة افضل !

ظننت ان السعادة ربما تكون في المركز الأدبي والمكانة بين الناس . لذا رشحت نفسي رئيساً لفصلي ونجحت بشيء من الغش . وفرحت وخاصة عندما أناقش مشاكل الجامعة والزملاء ، وأصدر بشأنها القرارات . ولكن الفرح لم يدوم بل تلاشى تماماً ، لأن التلاميذ كانوا يأتون اليَّ بمشاكلهم ، فكنت اقول لهم آسف . لا أقدر ان اساعدكم ، فإن لدي مشاكلي الشخصية ايضاً !

لكنني لاحظت ، أن لدى بعض الأساتذة والتلاميذ بعداً آخر لحياتهم ، وظهر انهم يعيشون فوق ظروفهم وليس تحت اكوامها ! أما أنا فقد كانت سعادتي تتوقف على ظروفي . عندما تكون ظروفي طيبة ، أحس بالسعادة . وعندما تعاكسني الظروف كنت أحزن وأغتم . وعندما تبادلني صديقتي الصداقة ، كنت أحلق فوق السحاب ، وعندما ترفض صداقتي انهار !

وذات يوم سألت هؤلاء التلاميذ ببساطة : كيف يعيشون فوق الظروف سعداء . ما الذي غيَّر حالكم؟ نظرت احدى الزميلات اليَّ وقالت كلمتين : "يسوع المسيح"

قلت لها : لا داعي لهذا الكلام الفارغ ، فقد يئست من الدين والتدين لا تحدثيني عن الدين .

أجابت : لم أحدثك عن الدين . لقد حدثتك عن شخص هو الرب يسوع المسيح .

اعتذرت لها .

قالت الزميلة : ان المسيحية ليست ديانة فقط بل هي صلة وعلاقة وحياة .

وقد لمست هذه الفكرة نفسي لأني كنت أعتز بعلاقاتي بالناس .

هل تعلم ماذا جرى بعد ذلك ؟ لقد دعوني لكي أبحث وأفحص قول المسيح انه ابن الله فحصاً عقائدياً ! فقلت في نفسي ان هذه مسرحية هزلية يبدو أن للمسيحيين عقلين : عقل ضاع ، وعقل آخر يفتش عليه ! ولكن دعوتهم لي تكررت ، فقررت ان افحص الأمر .

وقد اكتشفت حقائق وبراهين تثبت أن يسوع المسيح شخص تاريخي ، لم أكن أظن أنها موجودة من قبل . وكنت اتلقى بعض الدراسات مع اساتذة لا يؤمنون بالمسيح ولا بالمسيحية بل يحسبونها خرافة . ولم أتوقع ان يقولوا عني إني مسيحي . لكن بعد وقت من البحث ، وجدت أنني أرفض المسيح على أساس تحيّز أساتذتي وجهلهم !

وجدت نفسي في صراع عقلي عنيف . كطالب قانون آمنت ان الله جاء الى عالمنا في شخص المسيح الذي مات مصلوباً من أجل خطايانا، وأنه قام ، وانه حي اليوم . ولكن ارادتي كانت ترفض ما صدَّق به عقلي ، زاد صراعي العقلي عندما رأيت المسيحيين السعداء . هل شعرت يوماً بالتعاسة وسط قوم سعداء ؟ لقد كنت في غاية الضيق . لذا رأيت أن آخذ قراراً فاصلاً أستطيع بعد ان اريح عقلي ، قبل ان افقده واصبح مجنوناً .

كان أمامي قراران : أن أقبل المسيح مُخلِّصاً لحياتي ، أو أن أرفضه . ففي التاسعة عشرة من عمري لم اكن سعيداً ولا مكتفياً بحياتي بينما أرى من يقول انه سعيد لأنه وجد حلاً لمشاكله في المسيح فقلت : إني أكون أحمقا لو لم أجرب الله . انه لو كنت أنا الشخص الوحيد في العالم لمات المسيح من أجلي .

وفي الساعة الثامنة والنصف من مساء احدى ليالي تشرين الأول (ديسمبر) ، ركعت وصليت : " شكراً لك يا رب لأنك متَ على الصليب لأجلي . أعترف لك بأنني خاطئ ولم أبالي وأهتم بمحبة الله لي . اغفر لي وسامحني أرجوك . أرجوك يا يسوع المسيح أن تدخل حياتي وتخلّصني . استبدل ارادتي بإرادتك . أشكرك لأنك قبلت صلاتي وأتيت الى حياتي " . في هذه الليلة صرت مسيحياً مملوءً باليقين .

تغيَّرت حياتي تغييراّ كلياً . ولاحظت هذا التغيير ، فقبلاً كان عقلي لا يهدأ حتى أكون في مكان مع شخص ما ، ولم أقدر أن أكون وحدي مع افكاري ، فقد كان عقلي فيَّ مشوش . ولكن عندما سملت حياتي للمسيح ، جاء اليقين والسلام والهدوء لنفسي وأصبحت قادراً على مواجهة الصراع بكل سلام . من الصعب ان أصف لك هذا ، عليك أن تجربه وتختبر ذلك بنفسك .

كنت حاد الطبع ، الأمر الذي كان يسبب لي مشاكل كثيرة . ولكن بعد أن صرت مسيحياً ، أصبحت أتحكم في نفسي قبل ان افقد زمامها . وقد لاحظ اصحابي ذلك ، ولكن اعدائي لاحظوه اسرع منهم‍

كان في قلبي كراهية نحو البعض ، ليس في الظاهر ، بل في الباطن . وكان والدي السكير من ضمنهم لأن زملائي يسخرون مني بسببه . كنت اضحك ولكن قلبي كان يتمزق من الداخل . لذلك حاولت ان اقتله عدة مرات بوضع السم له في زجاجة الخمر .

ولكن عندما صرت مسيحياً ، ملأت قلبي محبة الله واختفت الكراهية وجعلتني محبة الله انظر لأبي وأقول له " أني أحبك " وقد هزه هذا القول هزاً شديداً

وبعد ستة أشهر أصبتُ في حادث سيارة . وجاء والدي لزيارتي وسألني كيف تقدر أن تحب أباً مثلي ؟

فقلت: منذ ستة شهور لم أجد في نفسي القدرة على ذلك . لكن في المسيح استطعت أن أحبك ، واحب الآخرين أيضاً .

وشرحت له كيف غيَّر المسيح حياتي داخلياً وخارجياً . وبعد 45 دقيقة ، جثى أبي على ركبتيه وسلَّم حياته للمسيح . وهكذا امتدَّت يد الله نحوه وأضاءت حياته . ولم يقرب الخمر من ذلك الوقت حتى توفى بعد ذلك بثلاثة عشر شهراً . ولكن في خلال هذه الشهور الثلاثة عشر ، سلَّم كثيرون من الناس في مدينتنا وفي المدن الأخرى حياتهم للمسيح بسبب التغيير الذي رأوه في حياة والدي .

لهذا إنني واثق ومتيقن أن الرب يسوع المسيح هو أعظم من أي حدث في الحياة والعالم . وأن أعظم استثمار لحياتي هو أن أدعو أكبر عدد من الناس كي يشاركوني الإيمان بالرب والمخلِّص يسوع المسيح الذي مات من أجلنا جميعاً كي نخلص بدمه الكريم وننال حياة جديدة أبدية .

نعم . لقد كنت دائم الجولان بسبب التوتر والقلق وأنا الآن دائم التنقل انشر بشرى السلام .لقد وجدت شبعي في المسيح . - عن مجلة مصباح الحق -

---------

عزيزي القارئ : ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى . ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها . فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟ واذا اختبرت خلاص الرب شخصياً واردت ان تخبّر به اكتب لنا

 

Back