كيف خلص سبرجن

تحدث سبرجن عن الطريقة التي نال بها الحياة الجديدة في المسيح فقال :

لما كنت شاباً ، قضيت خمس سنوات في صراع نفسي عظيم ارتبك فيها عقلي لدرجة مخيفة للغاية . وكنت في حالة رعب شديد من ناموس الله . وظننت أن الشمس في سمائي قد حجبتها سحب قاتمة ، لأني كنت خاطئاً في نظر الله ، بل ومقطوع الرجاء .

صليت كثيراً والرب علم كيف صليت . وقرأت الكتاب المقدس وكنت أتأمل في كثير من المواعيد الإلهية والإمتيازات التي للمؤمنين ، ولكني كنت متيقناً أنها ليست لمثلي .

لقد نشأت في مجتمع مسيحي ، وتربيت في بيت مسيحي ، ولكن مع هذا كله لم أكن قد تذوقت نعمة الخلاص .

لقد ترددت على كثير من أماكن العبادة في بلدتي ، ولكني لم اسمع بشارة الإنجيل بالكيفية والبساطة التي تقودني الى الفادي والمُخلِّص . فمثلاً كنت أسمع عظات عن القوة الإلهية ومواضيع مثل ذلك . ومع اني كنت اسمعها بسرور لكن ماذا كانت تجدي مثل هذه المواضيع لإنسان خاطئ مسكين يريد أن يعرف طريق الخلاص ؟!

وسمعت عظات أخرى عن حفظ وصايا الله والعمل بأوامره وشرائعه ، ولكن ماذا كانت تجدي مثل هذه المواضيع بالنسبة لإنسان عاجز لا يستطيع أن يتممها ؟! "الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد" رومية 7 :18 .

وأخيراً تذكرت القول : آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص " ، ولكني لم أعرف ما هو أن أؤمن أو كيف أؤمن . وكنت ساظل على هذه الحالة من الظلام واليأس لولا عناية الله التي اعترضت طريقي وقادتني الى التقابل مع المُخلِّص الكريم يسوع المسيح .

ففي صباح يوم أحد ، بينما كنت في طريقي الى بيت الله ، أرسل الله عاصفة ثلجية قاسية جعلتني لا أستطيع مواصلة السير . وإذ قفلت راجعاً وصلت في سيري الى اجتماع صغير كان يجتمع فيه ما يقرب من خمسة عشر شخصاً وفي ذلك اليوم لم يحضر الواعظ إذ أعاقته الثلوج عن الحضور .

وتقدم الى المنبر رجل بسيط كان في الغالب إسكافي أو صانع ملابس . وفتح الكتاب المقدس وقرأ القول : "التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض " اشعياء 45 :22 واستمر يكرر هذه الآية إذ كان عامياً ، وغالباً لم يكن لديه ما يستطيع أن يقوله أكثر من ذلك .

بدا لي في الحال شعاع من الرجاء ثم ابتدأ الرجل يتحدث قائلاً : " يا أعزائي ، إن هذه عبارة غاية في البساطة ، إنها تقول التفتوا ، والإلتفات لا يكلف مجهوداً . إنه لا يكلفكم رفع اليد أو الرجل ولكن مجرد نظرة فقط .

الأمر لا يحتاج الى الذهاب الى إحدى الكليات لكي يتعلّم الإنسان كيف يلتفت ، ولا يحتاج الى بلوغ سن معيّنة ليمكنه أن يلتفت . كل واحد يمكنه أن يلتفت . المتعلم كما الجاهل . الطفل كما الشيخ . إن بعضاً منكم يلتفتون الى أنفسهم . ولكن لا فائدة للإنسان من التفاته الى نفسه لأنه لن يجد فيها راحة . إن المسيح يقول : " التفتوا اليَّ " .

ثم أعقب بقوله :

* التفتوا اليَّ إنني قد مت من أجلكم .

* التفتوا اليَّ إنني قد قمت من الأموات وصعدت .

* التفتوا اليَّ إنني جالس عن يمين الله .

* التفتوا اليَّ التفتوا اليَّ

ثم التفت الرجل من فوق المنبر وكأن كلامه موجه إليَّ وقال : " أيها الشاب ، انك تبدو كئيباً ، وستستمر طوال الحياة تعيساً إن كنت لا تطيع صوت الرب لك . أما إذا أطعت الآن وفي هذه اللحظة فإنك ستخلص " . ثم صاح بصوت مرتفع : " أيها الشاب ، التفت الى يسوع المسيح الذي مات لأجلك وكتب لك بدمه وثيقة الغفران فتخلص " .

وعندئذ التفت بالإيمان الى الرب يسوع المسيح وسلمته حياتي . ومنذ ذلك الحين انقشعت السحب من حياتي ، وتبدد الظلام ، ورأيت الشمس تشرق في قلبي وفي حياتي .. ولما وقفنا للترنيم كنت أكثر الحاضرين حماساً وابتهاجاً في الترنيم ، إذ تهلل قلبي بخلاص الرب العجيب الذي أعلنه لي في بساطة الإيمان بالإلتفات الى يسوع وحده .

أيها القارئ العزيز ، هل يشتاق قلبك الى الحصول على هذا الفرح العظيم ، وهل ترغب في أن يمتلئ قلبك بالسلام العميق ؟ حوّل نظرك عن العالم ، والتفت بالإيمان الى الرب يسوع وقل له : يا رب ، استلم قلبي وهبني الحياة والخلاص ، وثق أنه سوف يستجيب طلبتك في الحال ويمتعك بالغفران العجيب وسلام الله الذي يفوق كل عقل . كما فعل تماماً مع شارل سبرجن الرجل الذي استخدمه الله

---------

عزيزي القارئ : ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى . ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها . فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟ واذا اختبرت خلاص الرب شخصياً واردت ان تخبّر به اكتب لنا

 

Back