الفراشة
في أحد
الأيام، وجد رجل شرنقة فراشة على أحد الأشجار، فأخذها الى بيته وأحتفظ بها. بعد
بضعة أيام، ظهرت فتحة صغيرة في هذه الشرنقة.
جلس الرجل
يراقب لساعات طويلة كفاح الفراشة وهي تدفع بجسمها من خلال هذه الفتحة
الصغيرة.
كان يبدو
على الفراشة وكأنها لم تقدر أن تخرج من الشرنقة، فكان يراقبها بكل شوق، متمنيا لو
إستطاع مساعدتها. ولما بدى الأمر كما لو أن الفراشة عملت كل
ما تستطيع ولن تقدر أن تتقدم عما وصلت إليه. قرر هذا الرجل أن يساعد
الفراشة.
فأخذ
الرجل مقصا وقص الجزء الباقي
من الشرنقة. وهنا خرجت الفراشة من الشرنقة بمنتهى السهولة. ولكن
كان هناك شيئا غريبا. فقد كان للفراشة جسما منتفخا وأجنحة
ضامرة.
استمر
الرجل يراقب الفراشة لأنه توقع أنه في
أية لحظة تالية، ستكبر أجنحتها وتتمدد وستكون قادرة على تدعيم جسمها،
الذي سيصغر فى
نفس الوقت. لكن لم يحدث أي من الأمرين !!!.
فى
الحقيقة قضت الفراشة بقية عمرها تزحف فى نفس المكان بجسد
منتفخ وأجنحة مشوهة. ولم تستطع أبداً أن تطير كباقي الفراشات.
إن الأمر الذى لم يفهمه هذا الرجل في طيبته وتعجله، أن الفتحة الضيقة في الشرنقة والكفاح الشديد المطلوب
من الفراشة لتخرج خلالها هو طريقة الله لدفع السوائل من جسم الفراشة الى جناحيها
حتى تصير جاهزة للطيران فور تحررها من الشرنقة.
أخي
وأختي، إن الآلام التي نلقاها أحيانا في حياتنا هي مدرسة لنا، فمن خلالها، ندرب
أنفسنا ونتعلم كيف نتكل على الهنا الحي. لأنه إذا سمح الله أن تسير حياتنا بدون
أية عوائق
، فإن ذلك سوف يجعلنا معوقين وضعفاء. فإن
الضيق ينشئ صبرا، والصبر تزكية والتزكية رجاء .
صلاتنا هي، حتى
الله يعطينا جميعا، وسط الآلام التعزية، لكي نكون مشابهين ربنا يسوع المسيح، الذي
تحمل الآلام بكل صبر من أجلنا.